1966-1970
هو السيد الدكتور أحمد نور الدين بن محمد علي بن فؤاد بن أحمد بن سعيد الأتاسي، جده لأبيه هو العلامة القاضي الشاعر فؤاد أفندي الأتاسي، وجده لأمه هو عمر بك بن يحيى بن سعيد الأتاسي، زعيم حمص وقائد ثورتها، وقد سبقت ترجمتهما. أبصر نور الدين الأتاسي النور في مدينة حمص عام (1348 للهجرة) المقابل لعام 1929م، وقد توفت والدته صغيراً، فتربى عند جده لوالده القاضي فؤاد أفندي الأتاسي، وحضر مجالس جده التي كانت تعج بالشعراء والعلماء، فحفظ الشعر العربي منذ نعومة أظفاره. ودرس في مدارس حمص، وشارك في مظاهرات المدينة ضد الفرنسيين صغيراً حتى اعتقل مرة قبل أن يتعدى سنه الخامسة عشر بتهمة توزيع المنشورات المحرضة على العصيان على الطلاب في مدارس حمص[1].
ثم التحق الأتاسي بكلية الطب في جامعة دمشق عام 1948، وفي تلك المدينة توثقت صلاته بقواد حزب البعث –أمثال أكرم الحوراني وميشيل عفلق- والذي كان في مرحلة النشوء، وقد كان الأتاسي قد انتمى لحزب البعث منذ عام 1944م. وفي دمشق ومن كلية طبها أصبح الأتاسي من الممثلين المنتخبين للمنظمة الطلابية التابعة للحزب ورئيساً لهيئتها القيادية خلال أعوام دراسته (1948-1955م) وحتى تخرجه، وذلك خلفاً لابن عمه الدكتور جمال الأتاسي والذي تزعم الحركة الطلابية في حزب البعث لما كان طالباً في كلية الطب كذلك بين الأعوام 1943-1947م. وأثناء وجوده في دمشق كان الأتاسي من المنظمين للمظاهرات، وطالما قاد المظاهرات في شوارع المدينة حتى يصل إلى البرلمان السوري فيلقي خطاباته على المتظاهرين. ولما اعتلى سدة الحكم الشيشكلي عام 1951 منهياً الحياة النيابية ومستعملاً نظام القمع اضطر قادة البعث إلى مغادرة البلاد والبدء في العمل السري للحزب فشارك الأتاسي في ذلك العمل عضواً في الهيئة القيادية وممثلاً الجامعة في هذه الهيئة. وفي أواخر تشرين الثاني من عام 1952م خرج الأتاسي بتظاهرة ضد الشيشكلي بمناسبة الذكرى السنوية لنكبة فلسطين ومعه حشود من الطلبة الجامعيين وطلبة المدارس واشتبك هؤلاء مع شرطة الشيشكلي أياماً ثلاثة واضطروا إلى الاعتصام بحرم الجامعة حتى اقتحمته شرطة الشيشكلي واعتقلت قادة المظاهرة وبينهم الأتاسي، ونقل هؤلاء إلى نظارة وزارة الداخلية حيث مورس عليهم الضغط لتوقيع تعهد بترك العمل السياسي والنشاط التظاهري، فرفض نور الدين ذلك وعدد من رفاقه، فسيق هؤلاء إلى سجن تدمر حيث كان لهم نصيب من التعذيب لمدة أشهر خمسة، أعيد بعدها الأتاسي ورفقه إلى سجن المزة بدمشق في نيسان (ابريل) عام 1953. وهنالك أضرب الأتاسي ومن معه من المساجين عن الطعام حتى أفرج عنهم بعد أن فشل السجانون بانتزاع تعهدات منهم بترك مشاكسة النظام الحاكم. وعاد الأتاسي إلى جامعته وباشر لتوه بقيادة المظاهرات من جديد وبنشاطه في هيئة القيادة السرية للبعث، واعتقل تارة أخرى ونقل إلى سجن القلعة حيث مكث فيه قيد الاعتقال مدة شهرين أفرج عنه بعدها ليستمر في نشاطه وتخفيه من السلطات التي كانت في طلبه باستمرار حتى سقطت دولة الشيشكلي في شهر شباط (فبراير) من عام 1954م[2].
تخرج نور الدين من كلية الطب عام 1955م، وقبل أن يبدأ بالاختصاص طلب لخدمة العلم فكان مع القوات السورية التي دخلت الأردن لحمايته أثناء العدوان الثلاثي على مصر، ثم تطوع الأتاسي مع جماعة من أصدقائه الأطباء في صفوف الثورة الجزائرية على الحدود التونسية-الجزائرية، كطبيب معالج، بعد اتصاله بكريم بلقاسم. وهناك كون الأطباء السوريون صداقة متينة مع العقيد علي كافي قائد الولاية الثانية، ومع تيجاني هدام رئيس مصلحة الصحة، وكان قد تعرف الأتاسي بالدكتورين يوسف زعيّن وإبراهيم ماخوس في مطلع شبابه، وكوّن معهما ثلاثياً عرف "بالأطباء الثلاثة"، شاركوا في الثورة الجزائرية، وعادوا إلى سورية فصاروا فيما بعد الجيل المدني الثاني لحزب البعث، وتزعموا القيادة القطرية لهذا الحزب، فلم يفترق هؤلاء منذ اشتراكهم في الثورة الجزائرية، وحتى أطيح بالأتاسي وحكومته عام 1970م[3].
وعاد الأتاسي من المغرب العربي بعد أن عقدت الوحدة بين مصر وسورية، وتخصص في الجراحة العامة في مستشفى دمشق لمدة ثلاث سنين، ثم عين في العديد من المستشفيات في دمشق، كان آخرها مشفى دمشق، فعد من أبرز أطبائه، ثم رجع إلى بلده حمص فمارس الطب الجراحي في المستشفى الوطني وفي عيادته الخاصة، حتى ثورة الثامن من آذار عام 1963م لما تسنى للأتاسي أن يمارس السياسة[4].
وأضحى الأتاسي مع ماخوس والزعين وصلاح جديد أعضاءً في القيادة القطرية لحزب البعث والتي كان رياض المالكي سكرتيراً عاماً لها قبل الثامن من آذار، وقد سارت القيادة القطرية مساراً مخالفاً للقيادة القومية التي تزعمها أمين الحافظ وميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار[5]. وظل الأتاسي متابعاً عمله السياسي حتى ثورة الثامن من آذار (مارس) عام 1963م والتي أدت إلى تمكين الحزب من الحكم. وبعد هذه الثورة تولى ابن عم المترجم، لؤي الأتاسي، مهام رئيس المجلس الوطني لقيادة الثورة إلى أن أطاح به أمين الحافظ في تموز (يوليو) من عام 1963م، وتولى الحافظ منصب الأتاسي في القيادة[6].
وفي الرابع من آب (أغسطس) ذلك العام عين نور الدين الأتاسي وزيراً للداخلية في وزارة صلاح الدين البيطار، والتي استمرت حتى الثاني عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1963. ثم تكرر تعيينه لذات المنصب في الوزارة التي تلتها برئاسة أمين الحافظ، والذي كان مترئساً كذلك للمجلس الوطني لقيادة الثورة، واستمرت هذه الوزارة حتى 14 آيار (مايو) من عام 1964م، وعين أيضاً نائباً للحاكم العرفي بالإضافة إلى عمله الوزاري. ولما تشكلت وزارة الحافظ الثانية في 3 تشرين الأول (أوكتوبر) عام 1964م أنيط بالأتاسي منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، وظل كذلك حتى 23 إيلول (سبتمبر) عام 1965م[7]، وكان أيضا مسؤولا عن قطاع العمل وشؤون الموظفين والرقابة والتفتيش بوصفه عضوا في المجلس الوطني[8]. وبين آيار (مايو) عام 1964 وكانون الأول (ديسمبر) 1965م كان الأتاسي عضواً في المجلس الرئاسي تحت زعامة الحافظ، والذي ضم أيضاً صلاح الدين البيطار، واللواء محمد عمران، ومنصور الأطرش[9]. ولما عقد المؤتمر القطري الإستثنائي لحزب البعث في آب عام 1965م تم انتخاب الأتاسي عضواً للقيادة القطرية والتي بلغ عدد أعضاؤها ستة عشر. ولما أعيد انتخاب المجلس الرئاسي في الثاني من إيلول عام 1965م كان منصب نائب الرئيس من حظ الدكتور الأتاسي، بينما انتخب الحافظ رئيساً للمرة الثانية[10].
وفي 23 شباط (فبراير) عام 1966م قام سليم الحاطوم وصلاح جديد بانقلاب على أمين الحافظ وسجناه بعدما حلت القيادة القومية القيادة القطرية دون اللجوء إلى عقد مؤتمر قومي، وأسندت رئاسة الجمهورية العربية السورية للأتاسي، والذي أصبح عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث مع ثلاثيه: يوسف الزعين وابراهيم ماخوس[11]، وخاصة بعد انعقاد المؤتمر القومي التاسع للحزب في تشرين الأول عام 1966، والذي ترأسه الأتاسي بارزاً بقيادته القومية الجديدة للحزب، فتعين أميناً عاماً للحزب بفرعيه القومي والقطري، بينما تعين اللواء صلاح جديد أميناً عاماً مساعداً[12]، والدكتور الزعين رئيساً للوزراء، والدكتور ماخوس نائباً له ووزيراً للخارجية. وقد تشكلت هذه الوزارة من 22 إيلول (سبتمبر) 1966م وحتى 28 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1968. أما الوزارة الثانية على عهد الأتاسي فقد تولى رئاستها بنفسه بالإضافة إلى اضطلاعه بمهام رئاسة الجمهورية، واستمرت من 29 تشرين الأول (اكتوبر) 1968 وحتى 15 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1970[13]. ويجدر بالذكر أن الرئيس الأتاسي أيضاً كان رئيساً فخرياً أعلى لمنظمة الهلال الأحمر السورية أثناء حكمه بموجب قرار صدر عام 1966م يجعل من رئيس الدولة رئيساً فخرياً للمنظمة[14].
وخلال فترة حكم الأتاسي ثم توقيع اتفاقية بناء سد الفرات مع الإتحاد السوفيتي، وإصدار مرسوم إنشاء المصرف العقاري، وقانون العقوبات الإقتصادي، ومرسوم إحداث الجيش الشعبي وربطه بوزارة الدفاع، ومرسوم إنشاء الجهاز المركزي للرقابة المالية، ومرسوم تشكيل مجلس الشعب التشريعي في تشرين الثاني 1967م بعد أن عطل المجلس النيابي إثر الثورة، ومرسوم تشكيل محكمة أمن الدولة العليا، وقرار تسهيل السفر للمواطنين إلى أقطار الوحدة الإقتصادية العربية بالبطاقة الشخصية دون تأشيرات، وتوحيد وزارتي الزراعة والإصلاح الزراعي، وافتتاح مركز ألمانيا الديمقراطية الثقافي في دمشق، وإقامة علاقات دبلوماسية مع جمهوريتي كوريا وفيتنام الديمقراطيتين بتبادل السفراء، وإعادة فتح السفارات بين مصر وسوريا لأول مرة بعد الإنفصال، وتوقيع معاهدة دفاع مشتركة بينهما، وافتتاح المؤتمر الأول للصيادلة العرب في دمشق، والتنقيب عن آبار النفط والغاز الطبيعي والكشف عنها في السويدية والسخنة، وإبرام عقود لبناء معامل الجرارات ومحركات الديزل[15].
وفي أثناء مدة رئاسته أيضاً زار البلاد شخصيات عربية وعالمية كبيرة واجتمعوا بالأتاسي، فمن هؤلاء ناجي طالب رئيس وزراء العراق (17/2/1967)، ومحمد صدقي سليمان رئيس وزراء مصر (18/4/67)، وبودغورني رئيس الاتحاد السوفيتي (1/7/67)، وبومدين رئيس الجزائر 9/7/67 وعبدالسلام عارف رئيس العراق 19/7/67 وفايس نائب رئيس وزراء ألمانيا الديموقراطية 11/7/67 وتيتو رئيس يوغوسلافيا 13/8/67 ومحجوب رئيس وزراء السودان (23/8/67) ووزير الدفاع العراقي (13/11/67) والعامري رئيس وزراء اليمن 18/6/68 ووزير الإقتصاد الأردني 11/8/68 وولد دادا رئيس موريتانيا (/11/68.
وزار سوريا وفود كثيرة من دول عديدة، منها وفد اللجنة الجزائرية التحضيرية للمؤتمر الاشتراكي العربي برئاسة الأخضر الإبراهيمي
27/2/67 ووفد الإتحاد الوطني للقوى الشعبية بالمغرب 27/3/67 ووفد اقتصادي تشيكي 3/4/67 وآخر عسكري برئاسة وزير دفاع تشيكوسلوفاكيا 11/5/67 وأعضاء من وفود مؤتمر الكتاب الأفرو أسيويين الثالث المعقود في بيروت في آذار 1967، ووفد الحزب الإشتراكي الألماني (21/2/68) وحزب الشعب العامل (آخيل) القبرصي 10/6/68 ووفد جبهة التحرير الجزائرية 6/68. وقام الأتاسي بدوره بزيارة أقطار عدة كالجزائر والقاهرة حزيران، 1967، كما أنه سافر إلى الولايات المتحدة وألقى خطاباً أمام الجمعية العامة في 18 أيار 1967م. وفي 13 تموز عام 1967 اجتمع الأتاسي بالرؤساء الثلاثة عبدالناصر وبومدين وعارف في القاهرة في اجتماع قمة رباعي[17].
كما افتتح الأتاسي مؤتمرات عديدة وألقى فيها خطباً، ومنها الإجتماع الطارئ للمجلس المركزي لاتحاد العمال العرب تأييداً للنضال ضد الدولة اليهودية (أيار 1967) والإجتماع الأول للجنة الدفاع عن الوطن وحماية الثورة (تشرين الثاني، 1967) بالحسكة، وومؤتمر المحامين العرب بدمشق (إيلول، 1968)[18].
وقد تبنى الأتاسي أثناء حكمه-يشاركه في نهجه هذا صلاح جديد-مساراً صارماً مع بعض الحكومات العربية، فنادى بقطع خطوط البترول التابعة لشركة نفط العراق والتي كانت تمر بالأراضي السورية وأوقف ضخ النفط عبلا الأراضي السورية حتى أسلمت الشركة لمطالب السوريين ، ودأب على مهاجمة العراق والسعودية ولبنان في بياناته، وحث على الإطاحة بالملك الحسين بن طلال، كما أنه دعم المقاتلين الفلسطينيين وأمدهم بالمعونات[19]. ولما أعلنت اريتريا حربها على إثيوبيا منشدة الإستقلال كان الأتاسي أول من اعترف بالحركة الإرتريرية ودعمها، بل وأوفد قوات الثوار إلى بلاده فدربهم وأعانهم بالمال والسلاح وأرسلهم إلى بلادهم، ونالت بفضل معونته اريتريا استقلالها، ولا يزال الأريتريون يذكرون الأتاسي ويشكرون له مبادراته إلى اليوم[20].
ووفي فبراير من عام 1969م أحكم وزير الدفاع حافظ الأسد هيمنته على السلطة الإعلامية (الإذاعة والتلفزيون والصحف) ووضع يده على الجيش بعد أن اشتد الشقاق بينه وبين صلاح جديد، وقد أدت سياسة الأخير إلى عزل سورية عن العالم العربي، إلا أن الأسد أبقى على الأتاسي وجديد في السلطة[21].
وفي 5 إيلول (سبتمير) 1970م قامت مجموعة فدائية فلسطينية بخطف طائرات لدول غربية والهبوط بها بمطار الزرقاء الأردني. ودفعاً للحرج عن بلاده أمر ملك الأردن حسين بن طلال الهاشمي بقتال القوات الفلسطينية، فدارت رحى معارك دموية امتدت إلى كثير من مدن الأردن وشملت عاصمته عمان، الأمر الذي دعا إلى تسمية هذا الشهر بإيلول الأسود. عند ذلك قرر الأتاسي أن يتدخل لحماية القوات الفلسطينية وقد كان أحد الداعمين لعمليات الفلسطنيين الفدائية. وظهر الأتاسي من على شرفة قصر الرئاسة وهدد بغزو الأردن إن لم يرتدع عن مجازره للفلسطينيين. وبالفعل أمر الأتاسي قواته بالتقدم، فدخلت الحدود الأردنية واستولت على إربد وأمنتها للفلسطينين. وسارع ملك الأردن إلى طلب التدخل من الدول الكبرى خوفاً على استقلال بلاده. وأدانت الولايات المتحدة التدخل السوري ووضعت اسطولها السادس في وضع التأهب. ولكن السوريين لم يبقوا فترة طويلة بل تم انسحابهم من الأردن إثر تدخل الطيران الإسرائيلي، إذ لم تكن المدرعات السورية مدعومة بسلاح الجو بسبب الخلاف بين القوات المتنازعة في سورية[22].
وعلى إثر هذه الأحداث استقال الأتاسي من مناصبه الثلاثة: رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء وأمانة الحزب العامة ودعى إلى عقد المؤتمر العاشر الاستثنائي، فقام وزير الدفاع الأسد بانقلابه في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1970م والذي سمي بحركته التصحيحة، وعزل الأتاسي، الذي أدخل سجن المزة وظل فيه مدة اثنين وعشرين عاماً حتى وفاته عام 1992. وفي عام 1980م أنزل الأتاسي من سجن المزة ووضع قيد الإقامة الجبرية في حي القصور وقامت السلطات بمفاوضته عن طريق الجنرال محمد الخولي رئيس المخابرات الجوية، ولكن المفاوضات أدت إلى إعادته إلى سجنه[23].
وفي تشرين الثاني 1992م علمت السلطات الفرنسية بإصابة الأتاسي بسرطان المريء في سجنه فعرضت على السلطات السورية أن تتولى علاجه، فأرسل الأتاسي إلى فرنسا وظل قيد العلاج في المستشفى الأمريكي بباريس من 22 تشرين الثاني حتى وافاه أجله في 3 كانون الأول عام 1992م عن عمر يناهز الثلاثة وستين عاماً[24].
وقد نشرت جرائد العالم وإذاعاته نبأ رحيل الرئيس السابق، ومن هذه الجرائد كانت جريدة الشرق الأوسط العالمية والتي قالت عن الأتاسي:
"وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور نور الدين الأتاسي ينحدر من إحدى العائلات العريقة في مدينة حمص السورية، وهو ثالث أفراد هذه الأسرة الذين تولوا رئاسة الدولة السورية، إذ سبقه كل من هاشم ولؤي الأتاسي"[25].
وجاء ذكره في العديد من المؤلفات التاريخية والسياسية، وترجم له في العديد من كتب التراجم، ومن هذه: "معالم وأعلام" لقدامة[26]، و"تتمة الأعلام"[27] لمحمد خير رمضان يوسف، و"ذيل الأعلام"[28] للعلاونة، و"إتمام الأعلام"[29]، و"موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين" للبواب[30]، و"الحكومات السورية في القرن العشرين" لجمعة وظاظا[31]، و"معجم الشرق الأوسط" لسعدي[32]، و"القاموس السياسي" لعطية الله[33]، و"الموسوعة التاريخية الجغرافية" للخوند[34]، و"سورية: صراع الاستقطاب" للبزي[35]، و"موسوعة السياسة"، و"دليل الإعلام والأعلام في العالم العربي"، وكذلك في:
وغيرها من مؤلفات تاريخية وسياسية ومذكرات السياسيين، وكتب في سيرة حياته كذلك ابنه السيد محمد علي بن نور الدين الأتاسي مقالاً مطولاً في جريدة الحياة بعنوان: "في الذكرى الأولى لوفاته في سجنه بعد رئاسته الجمهورية السورية خلال 1966-1970، قصة نور الدين الأتاسي كما يرويها نجله" جاء فيها على حياة والده قبل توليه المناصب السياسية، وقد أرسل إلينا بنسخة منها مشكوراً[42].
هذا وجدير بالذكر أن الدولة الجزائرية كرمت نور الدين الأتاسي لنضاله في صفوف الثورة الجزائرية فأطلقت اسمه على إحدى أهم مستشفياتها في العاصمة الجزائرية والتابع للقطاع الصحي لبولوغين، فأصبح اسمه "مستشفى نور الدين الأتاسي"، وقد قام وزير المجاهدين بالجزائر برفع الستار عن اللوحة التذكارية في 18 أيار (ماي) عام 1993م[43].
أما والدة المترجم فهي السيدة شمسة بنت عمر بك بن يحيى بن سعيد الأتاسي، وأما جدته لوالده فهي السيدة كرجية بنت الشيخ كمال بن الشيخ سعيد الأتاسي، وأما زوجته فهي الشريفة سلمى الحسيبي تنتمي لبيت من بيوتات النقابة بدمشق من سلالة الشريف الجرجاني، وهي والدة أولاده.