1926-1628
هو ثاني رئيس للدولة السورية وحاكم رئيس لسوريا منذ زوال العثمانيين بين 2 مايو 1926 و15 فبراير 1928، وقد ألّف خلال هذه المدة ثلاث وزارات. لقب أحمد نامي "بالداماد" أي الصهر لأنه تزوج من الأميرة عائشة سلطان شقيقة السلطان عبد الحميد الثاني فغدا بذلك صهره؛ وقد درس الداماد في فرنسا وعمل في أزمير، وأقام بعد سقوط الدولة العثمانية في بيروت ومنها تم تكليفه رئاسة الدولة، علمًا أنه كان صديقًا للمفوض الفرنسي هنري دي جوفنيل الذي كلفه الرئاسة.
اشتهر بكونه ماسونيًا ورئيسًا للمحافل الماسونية في سوريا ولبنان،حاشية المدعومة من محفل الشرق الأعظم الفرنسي والمحفل المصري ورأسه منذ عام 1923 حتى 1930،[1] وإلى جانب نشاطه الماسوني أسس الداماد حزبًا سياسيًا أسماه "الحزب الإسلامي الديموقراطي".
في بيانات تشكيل حكوماته، عبر الداماد عن ميل واضح نحو الوطنيين فطالب بوحدة البلاد السورية وسن دستور لها وإصدار عفو عام عن جميع المتورطين في أعمال عنف خلال الثورة السورية الكبرى، غير أن أيًا من هذه الوعود لم يتحقق، على عكس ذلك فإن إخماد الثورة السورية الكبرى تم خلال رئاسته، بعد أن زجت فرنسا أكثر من مائة ألف عسكري فرنسي في سبيل ذلك. ويذكر أنه بعيد بداية عهده عقد اتفاق مع المفوض الفرنسي هنري دي جوفنيل عرف باسم "اتفاق الداماد - دي جوفنيل لعام 1926" نصّ على إجراء انتحابات لجمعية تأسيسية تضع دستورًا للبلاد وتأسيس جيش سوري وضم سوريا إلى عصبة الأمم، غير أن دي جوفنيل فشل في إقناع الحكومة الفرنسية بجدوى ذلك واستقال، ولم يبذل المفوض الجديد هنري بونسو أي جهد في سبيل تنفيذ بنود الاتفاق، رغم أن لبنان قد سنّ دستوره وانتخب رئيسه عام 1926.[2]
استطاع أحمد نامي إعادة لواء إسكندرون وضمه إلى الدولة السورية بعد أن كان ذو طابع خاص مع استقلال إدراي ومالي ممنوح له، غير أنه فشل في استعادة اللاذقية، كما أنه فشل في إقناع بونسو بإصدار عفو عام عن الثوار في وجه فرنسا. استقالة الداماد من الرئاسة جاء تحت ضغط وزراء حكومته الثالثة، فخلال تمضيته عطلة في بيروت قرر الوزراء الاستقالة الجماعية احتجاجًا على تسويف بونسو في الدعوة لانتخابات ووضع دستور للبلاد وأعلم الداماد بذلك في 3 فبراير 1928، وبعد مباحثات واتصالات بين دمشق وبيروت، قدّم الداماد استقالته إلى جانب استقالة حكومته في 15 فبراير وكانت المفوضية الفرنسية قد استدعت الشيخ تاج الدين الحسني سلفًا لتكليفه رئاسة الدولة.
بين عامي 1926 وحتى سن دستور وانتخاب رئيس عام 1932 كان الحديث يدور في سوريا حول إمكانية إعلان النظام الملكي الدستوري وقد تعدد المرشحون بين عودة فيصل الأول ملك العراق جامعًا بين التاجين، أو تكليف خديوي مصر المخلوع عباس حلمي الثاني شؤون التاج، أو الشريف علي حيدر من سلالة الشريف حسين أو أحد أقارب ملك الأردن عبد الله الأول، وكذلك فقد كان شكري القوتلي يميل لإسناد التاج المقترح إنشاءه إلى أحد أبناء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وقد تم تداول اسم الداماد كأحد الأسماء المحتملة حسب السياسيين والصحفيين السوريين.[3]
بعد استقالته عام 1928 وحتى وفاته عام 1963 لم يمارس الداماد أي نشاط سياسي في سوريا، وعندما توفي دفن في مقبرة العائلة في بيروت، علمًا أنه ينتمي لسلالة شركسيةوتحديدًا من فرع الشابسوغ، وهو الوحيد من العرق الشركسي الذي حكم سوريا.