1922 - 1925
واسمه الكامل صبحي بيك بركات الخالدي (1889 - 1939) هو أول رئيس للاتحاد السوري ثم أول رئيس للدولة السورية ورابع حاكم لسوريا بعد زوال العثمانيين، ولد في أنطاكية، غير أنه كان مقيمًا في حلب ومثلها في عدد من المجالس النيابية السوريّة فضلاً عن تمثيله أنطاكية في المؤتمر السوري العام الذي انعقد عام 1919 وأعلن قيام المملكة السورية العربية.[1] شغل صبحي بركات منصب رئيس الاتحاد السوري الذي أعلن عن ميلاده هنري غورو في 28 يونيو 1922 كاتحاد فيدرالي بين دولة دمشق ودولة حلب ودولة جبل العلويين.
بموجب قرار تأسيس الاتحاد فإن هيئة تأسيسية مؤلفة من خمسة عشر عضوًا وذلك خمس عن كل دولة يشكلون المجلس الاتحادي، شغل بركات أحد ممثلي دولة حلب، وفي نفس يوم إعلان الاتحاد التأم أعضاء الهيئة التأسيسية في حلب وانتخبوه رئيسًا للاتحاد. جمع رئيس الاتحاد مهام تشكيل ورئاسة الحكومة إلى مهامه، إلى جانب وجود مجالس تمثيلية وحكومات فيدرالية داخل المقاطعات الثلاث المكونة له، ولعل من أبرز إنجازات بركات خلال رئاسته الاتحاد، استحداث الدرك السوري وإصدار العملة الورقية السورية وذلك في أغسطس 1922 بموجب اتفاق مع دولة لبنان الكبير ودولة جبل الدروز.
بعد استدعاء هنري غورو إلى فرنسا وتعيين ماكسيم فيغان مفوضًا فرنسيًا، طالب السوريون بالوحدة، وقد استجاب فيغان لطلبتهم وأعلن قيام "الدولة السورية" المكونة من دولتي دمشق وحلب، وذلك في 24 ديسمبر 1924، وقد جاء في مرسوم استحداث الدولة أن يكون بركات رئيسًا لها لمدة ثلاث سنوات أي حتى نهاية 1927، غير أن اندلاع الثورة السورية الكبرى في يوليو 1925 وامتدادها من السويداء جنوبًا نحو دمشق ثم حماه، وما رافق ذلك من قصف لدمشق وتعيين دي جوفنيل مفوضًا ساميًا، ثم مقاطعة الانتخابات التأسيسية قد دفع المفوض الفرنسي إلى إقالة بركات وحكومته وإخضاع البلاد للحكم الفرنسي المباشر تحت قيادة فرانسوا بيير أليب وذلك بعد حوالي عام ونيّف في فبراير 1926 علمًا أن بركات كان قد تقدّم باستقالته واستقالة الحكومة في 21 ديسمبر، وبإقالة هذه الحكومة لم يشغل بركات أي منصب رسمي حتى انتخابه رئيسًا للبرلمان السوري عام 1932،[2] وقد انتخب في 11 يونيو بأغلبية 51 صوتًا مقابل 17 صوتًا لهاشم الأتاسي، وذلك بموجب تسوية صاغها جميل مردم نصت على تشكيل حكومة مناصفة بين الانتدابيين (المعتدلين) والكتلة الوطنية، وانتخاب رئيس جمهورية محايد ورئيس مجلس نيابي محسوب على المعتدلين، وما ساهم وصول بركات دعم كتلة "نواب الشمال" المؤلفة من 28 عضوًا لترشيحه،[3] ورغم ذلك فلم يعد بركات للسلطة التنفيذية مطلقًا ولم يشكل أي حكومة ثالثة.
خلال بداية نشاطه العلني، كان صبحي بركات من الثوار على فرنسا ورفيقًا لابراهيم هنانو، خصوصًا في الفترة الواقعة بين مايو 1919 ويوليو 1920، ثم توسط محمود الشركسي أحد وجهاء حلب لإيقاف قتاله فرنسا، ثم زار بركات بواسطة من الشركسي بيروت والتقى خلال زيارته هنري غورو ومذاك أخذ يميل بموقفه إلى جانب الانتداب حتى حُسب على المؤيدين لهم؛[4] وهو ما حوّل صداقته لهنانو لعداوة وتنافس شديدين، ويشير بعض المؤرخين إلى تدخل فرنسا في قضية فوزه بالنيابة عام 1932، وكان قد تعرض لمحاولة اغتيال عام 1931 على يد أكرم حوراني ورفاقه في بيروت.[5] يشار إلى أنه في أعقاب تشكيل حكومة حقي العظم الثانية في 3 يونيو 1933 أخذ بركات يميل نحو الكتلة الوطنية، ووقف معها في معارضة الحكومة في مجلس النواب، وفي 24 نوفمبر 1934 عندما أصدر المفوض الفرنسي شارل دي مارتيل قرارًا بإيقاف عمل البرلمان بعد رفضه التصديق على معاهدة مع فرنسا، شكلت الكتلة الوطنية "لجنة عمل" كان بركات أحد أعضائها،[6] وخلال الاحتجاجات العارمة التي شهدتها دمشق ومدن أخرى عام 1936 أفضت إلى ميلاد وفد من الكتلة الوطنية مهمته السفر إلى باريس للتوصل إلى اتفاقية جديدة ومنصفة مع فرنسا، اعتكف بركات في أنطاكية ريثما تتضح معالم الاتفاقية، ولم يعد إلى دمشق، وعندما تم فصل إسكندرون عن سوريا كان بركات مقيمًا في أنطاكية وعندما توفي كان اللواء قد ضم إلى تركيا، وهو ما عارضه بركات بشدة.
ويقول المحامي علاء السيّد أنه قد عرف عنه "نظافة اليد".[7]