الجمعة 2024/03/29

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

إستفتاء
ما هو رأيك بالموقع الجديد وهل هو خطوة ايجابية ام لا
الموقع جيد وهو خطوة ايجابية
لم يعجبني الموقع وغير ايجابي

كل عام وانتم بخير

عيد فطر سعيد على الجميع

... المزيد



لؤي الأتاسي 1963



1963

ولد في حمص عام 1926م. تخرج من الكلية الحربية بحمص عام 1948م، ثم تابع دراساته العليا في كلية أركان الحرب العربية. وارتقى في المناصب العسكرية حتى بلغ رتبة اللواء ثم الفريق، واشترك في الحرب العربية-الإسرائلية عام 1948م كقائد فصيل، ورجع منها بإصبع مقطوع من جراء إصابته برصاصة العدو في أحد المعارك. وعندما نهض الأتاسيون بانقلابهم على الشيشكلي في 25 شباط عام 1954م كان الأتاسي أحد المشتركين فيه إلى جانب العقيدين فيصل وزياد الأتاسيين، وقد كان لؤي الأتاسي أثناءها قائداً للشرطة العسكرية في حلب[1].

تولى الأتاسي مهاماً عسكرية عدة ممثلاً فيها بلاده، فعين مرافقا عسكريا لرئيس الجمهورية آنذاك ابن عم والده الرئيس الجليل السيد محمد هاشم بك الأتاسي رحمه الله[2]، ثم عين ملحقاً عسكرياً مساعداً في السفارة السورية بجمهورية مصر العربية قبل الوحدة، فمسؤولاً في إحدى الوحدات العسكرية بالاسكندرية أثناء الوحدة، ثم عين في مناصب عسكرية بسفارة الجمهورية العربية المتحدة بموسكو إلى أن عاد إلى بلاده في تشرين الأول عام 1961م[3].

كان الأتاسي من أنصار الوحدة العربية بين سوريا ومصر، إلا أن الوحدة كان مصيرها الفشل عندما قام عبد الكريم النحلاوي وحيدر الكزبري وموفق عصاصة بانقلاب عسكري في 28 إيلول عام 1961 فاصلين الإقليمين[4]. وفي 28 آذار عام 1962م قامت حركة جديدة غرضها الإعتراض على حكومة الدواليبي قادها ضباط عدة في الجيش يترأسهم العقيد عبدالكريم النحلاوي، وقام قواد الإنقلاب الجديد باعتقال المجلس الوزاري وبعض النواب ورئيس الجمهورية الرئيس ناظم القدسي، ولكن سرعان ما اتضح أن قواد الحركة كانوا على خلاف فيما بينهم، إذ تلا ذلك عصيان في حمص في 1 نيسان 1962م نظمه ناصريون وبعثيون ومستقلون عقدوا مؤتمراً، وكان الإجتماع قد حضره 41 ضابطاً انتدبوا عن قطاعات الجيش كافة ذلك، فكان العقيد الأتاسي أحد المؤتمرين، ممثلاً المنطقة الشمالية الشرقية بحكم كونه قائدها[5].

وتقرر في المؤتمر إبعاد بعض الضباط وإقصاؤهم إلى خارج البلاد كالنحلاوي والهنيدي وعبدالغني دهمان، وإعادة ترتيب هيئة القيادة في الجيش، ودراسة أمر الوحدة، ثم انتخب اللواء عبدالكريم زهر الدين قائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة، وأعاد المجتمعون القدسي إلى رئاسته بشرط تشكيل حكومة جديدة بقيادة بشير العظمة[6].

ولكن بعض أنصار الوحدة قرروا الإنسحاب من المؤتمر والتمرد على مقرراته لما تبين أنها لم تكن في صالح الوحدويين كالعقيد جاسم علوان والمقدم محمد عمران، وحاول هؤلاء القيام بانقلاب عسكري في حلب لصالح الوحدويين الناصريين، فاستولوا على مبنى الإذاعة وطفقوا يطلقون شعارات الوحدة باسم الجمهورية العربية المتحدة، عندها طلبت الرئاسة العسكرية من الأتاسي الذي كان قائدا للمنطقة الشرقية في دير الزور التفاوض مع المتمردين باعتباره من مناصري الوحدة المقربين، فذهب إلى حلب لاخماد الشعلة، إلا أن هؤلاء لم يقبلوا بالتنازل، فأرسلت القيادة العامة طائراتها وقصفت معاقلهم في مبنى الإذاعة وغيره، وأتبعت ذلك بالمدرعات التي أحاطت بقواعدهم، فاضطروا للتسليم[7]. وأبعد بعد ذلك الأتاسي كملحق عسكري للسفارة السورية في واشنطن ذلك العام، ولكنه استدعي في أوائل العام التالي للإدلاء بشهادته في محاكمة ضباط حلب، فلما لم تتلاءم شهادته ورغبات صاحبي القرار في الجيش زج به في سجن المزة ليفرج عنه قبل أيام من قيام ثورة الثامن من آذار عام 1963م[8].

وقامت ثورة الثامن من آذار عام 1963 والتي جاء فيها البعث إلى الحكم، وقد كان لؤي الأتاسي أحد المرتبطين بها، فغدا أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة التسعة[9]. وكان من أول مقررات المجلس الوطني لقيادة الثورة الذي تكون إثر قيامها هو ترقية العميد الأتاسي إلى رتبة الفريق وتعيينه قائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة[10]. وفي 11 آذار (مارس) من ذلك العام عين المجلس الوطني لقيادة الثورة الفريق لؤي الأتاسي نائباً للحاكم العسكري العام في سوريا[11]، وفي 19 آذار (مارس) استقل الفريق الأتاسي الطيارة الرئاسية الخاصة (صالون) يصحبه صلاح الدين البيطار، وميشيل عفلق، والمقدم فهد الشاعر عضو المجلس الوطني لقيادة الثورة، والضابط محمد كنعان عثمان مدير مكتب الأتاسي، والضابط محمد سعيد الدباح المرافق العسكري للأتاسي، وعبدالهادي بكار، وتوجه لزيارة الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر في مصر لمباحثة أمور الوحدة، وكان في استقبالهم في مطار القاهرة رئيس الوزراء علي صبري، ووصل القاهرة أيضا وفد عراقي، واستمرت المباحثات بين السوريين والمصريين والعراقيين حتى 17 نيسان 1963م، وتم في النهاية التوقيع على اتفاقية الوحدة الثلاثية[12].

وفي 23 آذار (مارس) من عام 1963م تولى الأتاسي منصب رئيس المجلس الوطني لقيادة الثورة، والمخول بسلطات تنفيذية وصلاحيات إقالة الحكومة بأكثرية ثلثي الأصوات للمجلس، فكان بذلك ثاني رئيس للدولة السورية من الأتاسيين، بالإضافة لتوليه مهام القائد الأعلى للقوات المسلحة، واستمر في منصبه حتى 27 تموز (يوليو) من ذلك العام[13]. وإثر توليه رئاسة الدولة كلف الأتاسي الدكتور سامي الجندي لرئاسة المجلس الوزاري من 11 أيار إلى 13 أيار عام 1963 بموجب مرسوم، ثم كلف الأتاسي صلاح الدين البيطار برئاسة مجلس الوزراء بمرسوم صدر في 13 أيار عام 1963م[14].

وفي خلال مدة رئاسته للمجلس الوطني تم إعلان ميثاق الوحدة الثلاثية (مع العراق ومصر) وإبرام مجلس الثورة لها (وإن لم تأت تلك الوحدة إلى حيز الوجود)، وتأميم المصارف السورية، وتشكيل منظمات الحرس القومي المرتبطة مباشرة بمجلس قيادة الثورة والتي أعلن عنها الأتاسي، وقد انضم إلى الحرس القومي 30,000 متطوع[15].

وفي تموز (يوليو) زار الأتاسي الرئيس عبدالناصر في مصر مجددا لإكمال مباحثات الوحدة، وفي أثناء تواجده في مصر نظم الناصريون بقيادة جاسم علوان محاولة انقلاب في 18 تموز (يوليو) من عام 1963م، وجرت معارك حربية بين أطراف قواد البعث، ولكن المنقلبين خرجوا غير منتصرين وأعدم عدد منهم، وبسبب ذلك، ولأنه وجد أن كلا الطرفين السوري والمصري قد سلكا مسارين منفصلين بحيث تعذر أمر الوحدة، رأى الأتاسي أن مبرر وجوده على رأس الدولة قد زال، فقدم استقالته بعد عودته إلى سورية، وحاول آنها نور الدين الأتاسي وأمين الحافظ جاهدين أن يرجعوه عن قراره مترددين على مكتبه لعدة أيام، ولكنه أصر على الاستقالة فقبلت استقالته أخيرا في 27 تموز 1963م، عندها اختير أمين الحافظ محل الأتاسي في رئاسة المجلس الوطني لقيادة الثورة ورئاسة الدولة[16].

واعتزل السياسة من بعد ذلك حتى أواخر عام 2000م ليصبح مستشاراً في القصر الجمهوري.

اشتهر الأتاسي في البلاد العربية أجمع بجهوده في محاولة توحيد البلاد العربية وخاصة مصر وسورية، وله عند الكثير من إخواننا المصريين معزة لأجل ذلك، ولا زال شعب مصر يذكره ويذكر محادثاته الشهيرة مع عبدالناصر، هذا ويجدر بالذكر أن الأتاسي أسس النادي الثقافي بحمص وتولى رئاسته بين عامي 1942-1946م[17].

جاءت ترجمته وذكر أعماله السياسة في العديد من المؤلفات التاريخية وكتب التراجم فمنها: "الموسوعة التاريخية الجغرافية" للخوند[18]، و"موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين" للبواب[19]، و"موسوعة السياسة"، و[20]Who`s Who in the Arab World، وWho`s Who in the World[21] و International Who`s Who[22]، وThe Middle East[23]، وPolitical Dictionary of the Arab World (Shimoni)[24]، وغيرها من مؤلفات تاريخية وسياسية ومذكرات السياسيين.

وجاءه المنون في صباح التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام 1424 الهجري الموافق للحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام 2003م، ونعاه إلى آل الأتاسي عميدهم، سيدي زياد بن خليل الأتاسي، وتوافدت التعزيات والبرقيات إلى منزول آل الأتاسي وتوالت الوفود من الحكومة والجيش إلى المنزول للتعزية بموته، وشيع جثمانه -الذي لف بالعلم السوري- بموكب رسمي حافل حضره الدكتور غسان اللحام وزير الدولة للشؤون الرئاسية ممثلا رئيس الدولة ومحافظ حمص صبحي حميدة واللواء خيرو عطية حسين قائد المنطقة الوسطى وعدد من النواب والمسؤولين بدأ من مستشفى حمص العسكري إلى مسجد سيدنا خالد بن الوليد حيث صلي على جثمانه وانتهى بمقبرة آل الأتاسي حيث وري الثرى، رحمه الله.



في 2011-08-24


التعليقات

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المجلة بالضرورة وإنما تعبر عن رأي أصحابها .

أضف تعليق
الإسم:
البريد الإلكتروني
البلد
التعليق
لديك عدد 250 من الأحرف متبقي.

Contact Us :
aaa@aaa.aaa
tell : +000000000000
tell : +000000000000
mob : +000000000000